عروس النيل
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 24/07/2010
| موضوع: انه نور الايمان الأحد يوليو 25, 2010 4:25 am | |
| جميلٌ أن تكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله
ويرضاه .. حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان , وامتلأت الروح
بمحبة الرحمن
إن هذه الحسنات لها ثمرة , بل ثمار , ومن أغلى هذه الثمار هو " نور
الإيمان " .. قال تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } ( النور : 35 )
فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أولياءه
وهذا النور مقتبسٌ من الوحي , فالقرآن نور , والسنة نور , قال تعالى "
فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " وإذا كان الله قد سمَّى الدين
والوحي نور . فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا
الوحي .
ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوتٌ على قدر تفاوتهم في
قربهم من الرحمن , فهذا قد مُلئ نوراً وإيماناً وبجانبه من هو أضعف منه
نوراً , وما ربك بظلام للعبيد .
وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه , حتى إنك ترى بعض الناس
وعلى وجوههم إضاءة من نور . فما هو ؟ إنه نور الإيمان , ولهذا قال ابن
عباس : " إن للحسنة ضياء في الوجه , ونوراً في القلب ".. وهذا أحدهم
يسأل الحسن البصري : لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟ قال :
خلَوْا بالله فألبسهم نوراً من نوره
ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور
الإيمان في قلبه , فيظهر عليه عند موته , فكم سمعنا من أمواتٍ لما
ماتوا وعند تغسيلهم وتكفينهم رأى المغسِّلون أنواراً وضياءً في الوجه ,
بل وفي سائر الجسد .
ولا يزال هذا النور يُتحف صاحبه بالهدايا , فيأتيه في قبره , فيضيئ له
كالقمر ليلة البدر , كما صح في الحديث .. وفي يوم القيامة , حيث
الأهوال والمصائب إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً
وصفه الرسول(صلى الله عليه وسلم) بقوله : " أول زمرة يدخلون الجنة على
صورة القمر ليلة البدر ".
وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام , يُشرق نور الإيمان لأهله , قال
تعالى : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم
وبإيمانهم } . ( الحديد : 12 )
فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان ..
وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم
أشجارها وثمارها , وهم مع زوجاتهم من الحور العين , والخدم يطوفون
بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد .
وهذا جزاء كل من تمسَّك بنور الإيمان .. فاللهم هب لنا من لدنك نوراً | |
|